
القبيلة تضحك ليلا
رواية جميلة تتحدث عن زوجين لم ينجبا أطفالا في مجتمع يعد ذلك شتيمة ومنقصة، رواية تتناول هذه الأمر بحس إنساني رفيع، وبلغة سردية فاتنة. إذا كانت هذه الرواية الأولى لصاحبها، فإننا أمام تجربة سردية واعدة.
رواية جميلة تتحدث عن زوجين لم ينجبا أطفالا في مجتمع يعد ذلك شتيمة ومنقصة، رواية تتناول هذه الأمر بحس إنساني رفيع، وبلغة سردية فاتنة. إذا كانت هذه الرواية الأولى لصاحبها، فإننا أمام تجربة سردية واعدة.
من روايتها الأولى “الفردوس اليباب” إلى روايتها “غرفة الأم” التي صدرت مؤخرا، تؤكد ليلى الجهني أن الأسلوب الجميل والأصيل لا يتغير ولا يتبدل مع مرور السنين بل يتألق، ويصبح أكثر رشاقة وجمالا. لهذا لم أفرح بصدور عمل منذ زمن طويل كما فرحت برواية “غرفة الأم” والمفارقة أنني بكيت وأنا أقرأ هذه الرواية في الطائرة عائدا إلى جدة، في رحلة قد…
العظيم في فن الرواية أنه فن متجدد، يستوعب كافة العناصر، ويتخفف منها، يعتنق التقليدية، ويتبنى التجريب، كما أن مفهوم الرواية يتهدم، ويتشيد بحسب الوعي، إنه يتخلى عن كل شيء حتى تصبح الرواية مجرد لغة في غابة مظلمة تتطاير فيها الكلمات كالفراشات كما فعل حسن مطلك في رواية “دابدا” أو ربما تصبح فضاء من اللاوعي أحيانا مثل ما أحدثه خوان رولفو…
بعد تخرجي من الثانوية، حدث وأن خرجت من المنزل، بعد نقاش حاد مع أبي حول القرارات وحق الخيار، وكان هذا أول خروج لي من منزل العائلة. سكنت في حي الجامعة الشعبي في منزل صغير جدا، لم يكن في المنزل سوى فراش في الزاوية، وتليفون يتصل بخط أرضي، أرفع السماعة آخر الليل فأسمع وشوشات الناس، بسبب الخطوط المتداخلة، أنصت لحكايات سكان الحارة،…
أريد أن أقارب المسألة من زاوية التجربة الشخصية في موقعين: موقع المتدرّب، وموقع المدرّب في ورشة. فقبل عشر سنوات، حضرت أول ورشة للكتابة، وكان يشرف عليها الروائيان بهاء طاهر وإبراهيم نصر الله، والناقدة زهور كرام. ذهبنا إلى ليوا، وهي امتداد لصحراء الربع الخالي. كنا عشرة كتَّاب من جميع أنحاء العالم العربي، من مسقط شرقًا إلى طنجة غربًا، وكان مكان الورشة…
نشأ أبي يتيما، وتزوجت أمه من رجل آخر، ثم عاش أبي في كنف الله، يجابه الجوع، والفاقة، يقول جدي شهوان عن أبي: كان رضيعا، وكانت تأتي شاة من الجبل كي ترضعه. وقد عاش أبي يملك عددا من البلاد، لكن لا يجد ما يقتات عليه، يلفه إزار قذر، ويبحث في الشعاب عن المغارات والظلال، حتى شب، وتزوج، تذكر جدتي حمامة: أن…
عندما خاض الناس في الحديث عما سيحدث ليلة ١ يناير عام ٢٠٠٠م كنت وقتها في محاولات لحفظ بعض الأبيات من منظومة عبيد ربه على متن الآجرومية، كان لدي رغبة في تعلم النحو، المادة التي أرهقتني خلال سنوات الدراسة القاسية، فقررت تجربة أخرى وهي قراءة متن الآجرومية على شيخ شنقيطي في مكة. فكنت أذهب كل يوم إلى مكة عصرا وأعود إلى…
قليلة هي الكتب التي نعود إليها بعد كل حين، تلك التي نخصص لها رفا لتكون بالقرب منا، من هذه الكتب “النحت في الزمن” لأندريه تاركوفسكي، حيث يمتزج الفن بالفلسفة، والصورة بالضمير، واللغة بالإيمان، والشعر بالضوء الذي ينبعث من الشاشة، تاركوفسكي الفيلسوف الذي اختار السينما قالبا للتعبير، يكتب العمق ببساطة الفنان، ويدخل في صميم الوعي ليخبرك عن كيف يؤثر الشعور والضمير…
كان أبي يتمنى أن أكون قاضيا، وكانت أمي تتمنى أن أكون جنديا بعد المتوسطة! أما أنا فمن وقت مبكر جدا، كان حلمي أن أكون معلم رسم! هذا الحلم هو ما جعلني أكمل دراستي لأن أغلب زملائي وأقاربي كانوا يكتفون بالمتوسطة في ذلك الوقت، والاستثناء منهم من أخذ الشهادة الثانوية. كنا نتوظف حتى نساعد أهلنا على نوائب الحياة، أو على أقل…