مؤمن أن القراءة هي الأداة الأكثر صقلا لشخصية الإنسان بشكل عام، والكاتب بشكل خاص.
ومؤمن أن الدلالة نحو الكتب الجميلة، هي انعكاس للجمال الذي من واجبنا أن نسعى لإشاعته، هذه الصفحة من أجل إشاعة بعض الجمال.
النحت في الزمن
قليلة هي الكتب التي نعود إليها بعد كل حين، تلك التي نخصص لها رفا لتكون بالقرب منا، من هذه الكتب “النحت في الزمن” لأندريه تاركوفسكي، حيث يمتزج الفن بالفلسفة، والصورة بالضمير، واللغة بالإيمان، والشعر بالضوء الذي ينبعث من الشاشة، تاركوفسكي الفيلسوف الذي اختار السينما قالبا للتعبير، يكتب العمق ببساطة الفنان، ويدخل في صميم الوعي ليخبرك عن كيف يؤثر الشعور والضمير…
العمق الرمادي
سيرة ذاتية للشاعر الروسي يفتوشينكو، يتحدث فيه عن طفولته، ومراهقته، وبدايته كشاعر، كتبت بأسلوب سردي سلس لا يخلو من سخرية، وكثير من خيبات الحياة، تميزت هذه السيرة بأمرين:الأول: تلمس في هذه السطور تواضع الكبار وصدقهم.الثاني: الانحياز للحقيقة وإن كانت مُرّة.استوقفني في الكتاب حديثه عن تصنيم الساسة، وأن البشر بقدر ما يقدسون شخصابقدر ما تكون صدمتهم فيما بعد.حديثه عن ما شاهده…
في معنى أن نموت
الفصل الأول من الكتاب “قدمان باردتان” عظيم ومؤثر جدًا، لم أقرأ فلسفة عن الموت والرحيل أعمق مما كتبته هذه المرأة، صور للفقد صادقة وجارحة، تأمل عميق للحياة، والرحيل، والوداع يجعلني أعيد قراءة هذا الفصل بعد كل فترة.في الفصلين التاليين لم تكن هناك إضافة قيمة، كتابة عن الوالدين والطفولة، والانفصال، لكن يكفي الكاتبة ما سطرته في الفصل الأول.
جري موراكامي
قبل سنوات طويلة كانت المترجمة التي أحب ترجماتها كثيرًا بثينة الإبراهيم تنشر في إحدى الصحف المحلية حلقات من هذا الكتاب، ثم توقفت، تواصلت معها بعد سنوات لأسألها عن ترجمتها للكتاب فأخبرتني أن الكتاب عالق عند دار نشر عربية منذ زمن.ثم مرت سنوات على هذا التواصل ليصلني الخبر أن الكتاب صدر هذا العام بترجمتها عبر دار أدب دارنا الجديدة والواعدة، أخذت…
شكسبير ورفاقه
هذا الكتاب عبارة عن مذكرات لسيلفيا بيتش مؤسسة مكتبة شكسبير الشهيرة بباريس، تتحدث فيه الكاتبة عن البداية، وجيمس جويس، وهمينغواي، والأيام العسيرة التي مرت على المكتبة، وأثر الحرب العالمية الثانية، وإغلاقها بعد ذلك، ثم فتحها من جديد. هذا الكتاب عبارة عن سيرة مكتبة خلال قرن. بديع.
اسمها تجربة
مكث أرسكين كالدويل في عزلة قاسية للكتابة في بداية حياته، وأخذ سنوات يراسل الصحف والمجلات التي ترفض قصصه على الدوام! بعد ست سنوات من الكتابة والرفض، نشرت مجلة “نيو أمريكان” قصته الأولى “حب منتصف الصيف”. يقول: “لقد انمحت من ذاكرتي كل خيبات الأمل المتراكمة خلال تلك السنوات”
باقي الوشم
عبدالله الحسيني؛ يكتب بلغة فاتنة، ساخرة، يتناول قضية شائكة دون شعارات، ودون مباشرة، قوة هذا العمل في الصور والتفاصيل الذي أجاد نقلها لنا هذا “العبيط” أقرأ وكأني “متربّع” بين يدي حمضة السحاب، أو بجوارها مقابل موقدها، وهي تنتظر الربيع. عمل بديع، وكاتب مدهش. سأنتظر ما يكتبه بشوق..
غربا برفقة الليل
في كتابها الجميل “غربًا برفقة الليل” تذكر الكاتبة برل ماركم أنها امتهنت صيد الفيلة من أجل الأنياب، وفي سياق حديثها عن الصيد تذكر أن الفيلة تستتر بالأشجار أحيانا، لتوهمنا أنها ذكر من أجل حمايته. كنت أستغرب هذا الفعل حتى قرأت أن الفيلة هي من تقود القطيع وتحميه. الحماية مفهوم عظيم..
قبل النهاية
بعد موت ابنه، وزوجته، يكتب ساباتو هذه المذكرات وهو في التسعين من عمره، كتابة يشوبها الوجع، والتعب، والحكمة، وعدم التردد في قول ما يؤمن به، عن مشاعره تجاه الحياة، والفقد، والناس. إنه ساباتو الذي يقف مع من يعانون من صنّاع التاريخ كما يقول كامو. تأبين جميل عن نهاية العمر. كتاب رائع.
قاهرة اليوم الضائع
“حين تتقدم في العمر لا تأخذك الرغبة في شراء شيء، دائما ترى أنك تملك الكثير ولن يعطيك العمر فرصة لشراء شيء آخر، التقدم في العمر يعني قلة في الشراء ووفرة في المال، لكن ما توفرة يضيع في الدواء” قاهرة اليوم الضائع، لإبراهيم عبدالمجيد رواية مترعة بالحنين والتفاصيل، تأتي بعد روايته الرائعة “بيت الياسمين”.