القائمة

التدوينات

العودة متأخرا إلى منزل العائلة

بعد تخرجي من الثانوية، حدث وأن خرجت من المنزل، بعد نقاش حاد مع أبي حول القرارات وحق الخيار، وكان هذا أول خروج لي من منزل العائلة. سكنت في حي الجامعة الشعبي في منزل صغير جدا، لم يكن في المنزل سوى فراش في الزاوية، وتليفون يتصل بخط أرضي، أرفع السماعة آخر الليل فأسمع وشوشات الناس، بسبب الخطوط المتداخلة، أنصت لحكايات سكان الحارة،…

اقرأ المزيدالعودة متأخرا إلى منزل العائلة

تجربة في ورش الكتابة

أريد أن أقارب المسألة من زاوية التجربة الشخصية في موقعين: موقع المتدرّب، وموقع المدرّب في ورشة. فقبل عشر سنوات، حضرت أول ورشة للكتابة، وكان يشرف عليها الروائيان بهاء طاهر وإبراهيم نصر الله، والناقدة زهور كرام. ذهبنا إلى ليوا، وهي امتداد لصحراء الربع الخالي. كنا عشرة كتَّاب من جميع أنحاء العالم العربي، من مسقط شرقًا إلى طنجة غربًا، وكان مكان الورشة…

اقرأ المزيدتجربة في ورش الكتابة

مِنح أبي

نشأ أبي يتيما، وتزوجت أمه من رجل آخر، ثم عاش أبي في كنف الله، يجابه الجوع، والفاقة، يقول جدي شهوان عن أبي: كان رضيعا، وكانت تأتي شاة من الجبل كي ترضعه. وقد عاش أبي يملك عددا من البلاد، لكن لا يجد ما يقتات عليه، يلفه إزار قذر، ويبحث في الشعاب عن المغارات والظلال، حتى شب، وتزوج، تذكر جدتي حمامة: أن…

اقرأ المزيدمِنح أبي

تصوري عن الشغف

عندما خاض الناس في الحديث عما سيحدث ليلة ١ يناير عام ٢٠٠٠م كنت وقتها في محاولات لحفظ بعض الأبيات من منظومة عبيد ربه على متن الآجرومية، كان لدي رغبة في تعلم النحو، المادة التي أرهقتني خلال سنوات الدراسة القاسية، فقررت تجربة أخرى وهي قراءة متن الآجرومية على شيخ شنقيطي في مكة. فكنت أذهب كل يوم إلى مكة عصرا وأعود إلى…

اقرأ المزيدتصوري عن الشغف

النحت في الزمن

قليلة هي الكتب التي نعود إليها بعد كل حين، تلك التي نخصص لها رفا لتكون بالقرب منا، من هذه الكتب “النحت في الزمن” لأندريه تاركوفسكي، حيث يمتزج الفن بالفلسفة، والصورة بالضمير، واللغة بالإيمان، والشعر بالضوء الذي ينبعث من الشاشة، تاركوفسكي الفيلسوف الذي اختار السينما قالبا للتعبير، يكتب العمق ببساطة الفنان، ويدخل في صميم الوعي ليخبرك عن كيف يؤثر الشعور والضمير…

اقرأ المزيدالنحت في الزمن

قدر الحلم والمهنة والكتابة

كان أبي يتمنى أن أكون قاضيا، وكانت أمي تتمنى أن أكون جنديا بعد المتوسطة! أما أنا فمن وقت مبكر جدا، كان حلمي أن أكون معلم رسم! هذا الحلم هو ما جعلني أكمل دراستي لأن أغلب زملائي وأقاربي كانوا يكتفون بالمتوسطة في ذلك الوقت، والاستثناء منهم من أخذ الشهادة الثانوية. كنا نتوظف حتى نساعد أهلنا على نوائب الحياة، أو على أقل…

اقرأ المزيدقدر الحلم والمهنة والكتابة

العمق الرمادي

سيرة ذاتية للشاعر الروسي يفتوشينكو، يتحدث فيه عن طفولته، ومراهقته، وبدايته كشاعر، كتبت بأسلوب سردي سلس لا يخلو من سخرية، وكثير من خيبات الحياة، تميزت هذه السيرة بأمرين:الأول: تلمس في هذه السطور تواضع الكبار وصدقهم.الثاني: الانحياز للحقيقة وإن كانت مُرّة.استوقفني في الكتاب حديثه عن تصنيم الساسة، وأن البشر بقدر ما يقدسون شخصابقدر ما تكون صدمتهم فيما بعد.حديثه عن ما شاهده…

اقرأ المزيدالعمق الرمادي

في حب العادي

عندما ذهبت لتناول الإفطار اليوم، طلبت “معصوب” فقط، الشاب الذي أخذ الطلب كان ينتظر مني نوع المعصوب، قلته له: عادي. وبالفعل، يبدو طلبي غريبا، لمجرد أخذ نظرة على الطاولات المجاورة. أنا أميل للطعام العادي، لهذا أحب السليق، ربما يعود هذا لطريقة أسلافي في تناولي الطعام، فأنا لا أحب الطعام المعقد، ولا البهارات، أتذكر عندما كنت مع الأصدقاء في عُمان، ومعلوم…

اقرأ المزيدفي حب العادي

قطارات هرابال

نعود للحديث عن السرد التشيكي بعد أن تحدثت عنه في تدوينة تشكوسولفاكيا تعود على الخريطة، وأقول قليلة هي الروايات التي تجعلنا نعود إليها مرة أخرى، وفي كل مرة نخرج من القراءة الثانية، أو الثالثة، أو العاشرة، بدهشة متجددة، وهذا ما حدث معي في رواية “قطارات تحت الحراسة المشددة” للروائي التشيكي بوهوميل هرابال، فقد قرأت هذه الرواية مرة أخرى، هذه الرواية…

اقرأ المزيدقطارات هرابال