“الكتابة؛ هي الملاذ من الضياع” كما يقول نجيب محفوظ، لذا هنا تدويناتي، ويومياتي، وتفاصيل أخرى حول الفن والكتابة، والحياة.
إنهم يحبون الكلاب والذكاء الاصطناعي
تقلّب بعض الأعمال الحديثة سواء العربية أو المترجمة فتشم رائحة الذكاء الاصطناعي يفوح منها، لم أتصور في يوم من الأيام -خاصة عندما كنت أسمع بعض الأصوات تنادي بالاهتمام بكتابة روايات الخيال العلمي- أن يأتي وقت لن يكتب هذه الروايات بشر وإنما برامج لديها قدرة عجيبة على صف الكلمات، وصياغة الجمل، وتحريرها، وأمرها أن تعمل ذلك بذكاء، ثم تدقيقها لغويا، بل…
كان أبي
بسيط جدا، يلبس ما وجده من الثياب، أعطيه ثيابي ويلبسها، ينتعل أي حذاء، ولا يغير الحذاء حتى يستهلكه، لا أذكر أنه كوى ملابسه عند المكوجي، يكتفي بما تفعله أمي تجاه الثياب، يعتمر غترة العطار، ولديه نظارة ذهبية استحال إطارها إلى الفضي. في صغري كنت أتذكر أنه كان يحمل زجاجة صغيرة لكلونيا “بترا” وعندما اختفت من السوق استبدلها بدهن عروق الخس.…
أحمد الحقيل وسردنا المحلي الذي نريد
في ظني أن أثرى تجربة لسردنا المحلي كانت أيام “جسد الثقافة” لقد كان منتدى جسد الثقافة ورشة كبيرة للسرد المحلي، وكان بشكل أو بآخر مكان احتفاء بالسرد، خاصة كتّاب القصة القصيرة، لقد عرفنا من خلاله أسماء تكتب بجمال وتفرد، وأتذكر منهم أحمد الحقيل الذي كان يكتب نصوصا طويلة، أضطر لطباعتها على الورق أحيانا، وقد كانت تجربة ملفتة تلك الأيام، لكن…
والضحى
قرأ الإمام في صلاة المغرب سورة الضحى! لا أدري هل كان يقصد الإمام أن يشير لأهمية الوقت مع بداية العام الجديد، أم أنه مجرد تزامن وربط مني، أتوقع الأخير؛ خاصة أن الأئمة عندنا لا يعطون مزيد عناية لأول يوم في السنة الهجرية لعدم وجود نص، فغيره من باب أولى! على كل حال القرآن دائما يكرس أهمية الوقت، لهذا تجد أهل…
٢٨ ديسمبر
أهلا أبي بمد في العِلم السابق. أول أمس جدي شهوان بن إبراهيم بن شهوان بن علي بن موسى بن عمر بن عثمان الرحيمي الحبيبي السعدي السليمي الدوسي الزهراني تناول العشاء وشرب بعض اللبن، ثم دخن، ونام واستيقظ بعد منتصف الليل، وطلب من حفيدته التي لا تتركه وحيدا بعض الماء البارد لأنه يشعر بحرارة في صدره، اجتمعوا عليه النساء الصالحات وهو…
٢٧ ديسمبر
اليوم يكتمل العقد الأول على رحيلك. قبل ذلك بأيام أدخلناك طوارئ مستشفى فيصل التخصصي، وكان من المفترض أن تدخل يوم الأحد العيادة التلطيفية، لكن تعبت فدخلت للطوارئ لحين موعدك، أعطوك المورفين، وغطوك بالشراشف البيضاء الدافئة، وخرجت أنا وأحمد ولد عمي ونحن نشعر بالسعادة لأنك ارتحت من الألم، كانت تمطر وكنت أحمل الفروة التي كنت تتلحف بها، قرر أحمد أن يأخذ…
النُجاة
“الحواري لا يخرج منها ناجحون، بل ناجون” هذا ما ذكره لي الصديق عبدالرحمن مرشود ذات ليلة، والنجاة بلا شك أعظم شأنا من النجاح، لأن معايير النجاح تتفاوت، لكن النجاة واحدة! أنا وعبدالرحمن عشنا في حواري شرق الخط السريع، لنا أصدقاء ماتوا نتيجة جرعة مخدر زائدة، وسجن الكثير منهم، وبعضهم تناثرت أشلاؤه في مواطن النزاع، وبعضم لم يحتمل العيش ومات منتحرا.…
دارِ أحلامك
قبل أربع سنوات وفي شهر ديسمبر ذهبت أنا وأولادي إلى السينما لمشاهدة الفيلم الرسومي سول، عندما وصلنا الصالة كانت قد نفدت التذاكر، لقد ارتكبنا خطأ بعدم الحجز مبكرا، فرجعنا بخيبة من عند البوابة ثم ذهبنا لتناول البيتزا. بعد أيام شاهدنا الفيلم مع أخي إبراهيم في منزله الذي تسكنه الأشجار، وشاهدنا هناك جو غاردنر، مدرس الموسيقى، الذي سئم من تدريس الأطفال،…
متى تضرب على ركبتك؟
لقد شاب شعرك، وأصابك الوهن، وتعاني من الضغط والسكر، وهناك بوادر أمراض خطيرة لها علاقة بقلبك، تعيش على الأدوية، ضعف بصرك، وفقدت بعض أسنانك، وتشعر بالتعب، وقلة الحيلة. تتذكر عندما كنت في شبابك، وعنفوانك، ونشاطك، كنت في زاوية أخرى في مكان ضيق من العالم، وكنت تعرف أنك في مأزق كبير، لكنك لم تفعلها وتنطلق، لقد كان الأمل يردع انطلاقك، ويوشوش…
أول فيلم شفته!
قبل قليل كنت أقلّب الإنستغرام فظهرت لي منال العويبيل عبر حساب القناة الثقافية، تسأل عن أول فيلم شفته. ايش أول فيلم شفته؟ وبما أن السؤال بالعامية، بتكون الإجابة بالعامية برضه. المشكلة أن توقيت هذا السؤال كان غلط خاصة بعد ما يتغدى الواحد سليق، لكن لنعتبر أن وظيفة الكتابة الآن هي التهضيم. أول فيلم شفته كان “سكارفيس” لآل بتشينو، شفته أظن…