“الكتابة؛ هي الملاذ من الضياع” كما يقول نجيب محفوظ، لذا هنا تدويناتي، ويومياتي، وتفاصيل أخرى حول الفن والكتابة، والحياة.

التهامي الذي أحب الكتب
ذكرت الثرثارة التشيلية الفاتنة إيزابيل الليندي في كتابها الأليم «باولا» أنها عاشت في بيت مليء بالمشاكل مما أدى إلى انفصال والديها في وقت مبكر، فعاشت في بيت جدها لأمها، والذي كان مجرد النطق باسم والدها فيه من المحرمات!ذكرت أن قبو بيت جدها مرمى لكل الخردوات، والأثاث المكسر، وجميع الأشياء التي لا حاجة لبقائها في المنزل وكان مكانا موحشا حتى إن…

في حب الروتين
أسعى بعد يوم العيد أن أعود للروتين الخاص بي، والذي أحرص ألّا يُرى في كثير من الأحيان، وأتعامل معه بهدوء ودون توتر أو إزعاج، ودون أن يطال من حولي، وإن دعت الحاجة لكسره، أكسره دون تردد، ولهذا أحب روتيني، وأشتاق له حال الانقطاع والسفر، عائلتي وأصدقائي ومن أحبهم فوق الروتين، أكسر لهم عنقه وأحاول أن ألبي لهم ما يريدونه. لهذا…

“بطولة”صاحب الشعر الذهبي
في بداية التسعينات كانت تعرض برامج رياضية في أوقات محددة على التلفاز، فمثلا تعرض مبارايات التنس يوم الخميس قبل العصر على القناة الثانية، ويوم الجمعة يعرض برنامج الفروسية من بعد العصر على القناة الأولى، التنس ربما يعرض بسبب بعض المقيمين في المملكة، أتذكر مبارايات التنس، كان الشاب الأكثر حضورا ومنافسة، وفوزا شاب لديه شعر ذهبي طويل يدعى أندريه أقاسي، هناك…

على مشارف الخمسين
وأنت على مشارف الخمسين، وتشعر بجمال العيش، ومتعة التعاطي مع الحياة، تذكر أن ترأف بحالك وبمحبة، فالقدرات بدأت تخفت، وطاقتك أصبحت محدودة، بينما الرغبات لم تستوعب بعد ما تتحمله أدوات الحضور،كنت تصعد الجبال في نهارات القرى، ثم تقوم في اليوم التالي لاستكمال غاراتك في شعاب أخرى دون كلل أو تعب، الآن تتسلق هضبة فتصاب بالتهاب في مفصل الركبة لتجلس على…

ما يستحق المنافسة
في المرحلة المتوسطة كان معي في الصف زميل من قبيلة بني سليم، كان اسمه ضاوي فتى نحيل جدًا، بعينين صغيرتين جدًا، ومتفوق في مادة الرياضيات، وكان هناك بعض الزملاء في الصف ينافسون ضاوي في الأرقام، بالنسبة لي كنت أقضي كل الوقت مستغرق في أحلام اليقظة، أتخيل سيارتي الـ zx التي تسكن في قراج قديم مظلم في طرف المدينة، أتخيل أني أسحب عنها…

أهلا رمضان
كل عام وأنتم بخير. شهر رمضان عندي هو موسم عظيم على مستوى التأمل والقراءة والكتابة، هناك بركة عظيمة تنعكس على كل شيء، أنجزت في الأيام الثلاثة الماضية أعمال مؤجلة، كتابات مغلقة، مشاريع متعثرة. في رمضان التلقي مختلف، السماع، المشاهدة، القراءة. بركة شهر رمضان في شرطين بعد التجربة والعيش، هما النية والحرية، يبدو أن الأمر غامض عند البعض لكنه شخصي أكثر…

روح يحيى الطاهر عبدالله
قبل أيام وأنا أقلّب كتبي وجدت الأعمال الكاملة ليحيى الطاهر عبدالله، فتذكرت قصصه البديعة، وحكاية وفاته الأسطورية، اليوم تحدث معي صديق أن خيري بشارة في الرياض، وخيري بشارة هو من أخرج الفيلم الحزين “الطوق والإسورة” وهو فيلم مبني على قصة ليحيى الطاهر عبدالله. بعد ذلك كتبت التغريدة التالية والتي ليس لها علاقة بما ذكر أعلاه: ” قرأت العام الماضي كتابا في…

الذهب الأخضر
هذا العنوان كان من العناوين المقترحة لروايتي “آخر حقول التبغ” والرواية انقدحت فكرتها بسبب قلادة جدتي، فعندما سألتها أخبرتني أن القلادة هي كل ما خرجت به من زراعتها للتبغ، لقد ابتاع جدي من عوائد التبغ البلاد، والماشية، والخيرات، ولم تحصل جدتي إلا على قلادة ظفار. لقد كانت تحكي لي عن العناء الذي لحق بها أثناء الزراعة، والقطف، والتجفيف، وكانت تصف…

أنت لست ضفدعا!
عندما استيقظت من النوم أخذت أتأمل كثيرا في علم الحيوان، بعد أن شاهدت مقطعا لنمر الهمالايا الذي يعيش تحت درجة حرارة سالب ٣٥، قدرة عجيبة على التحمل، وانتظار الفريسة، والتماهي مع الطبيعة، والحديث عن البرد يدفعني للحديث عن الضفادع، فالعلماء حتى الآن يجهلون طرق التكاثر عند الحيوانات خاصة الضفادع، فالضفدعة تنادي الذكر للتزاوج لمدة أسبوع فيلبي النداء ذلك الكائن الطيب،…

كل الكلام
قبل أسابيع أعجبتني تدوينة لإيمان أسعد، حيث تذكر أن روايتها كادت أن تصل لقائمة البوكر لولا بعض الأسباب، مع ضربة حسرة برؤوس الأصابع على الطاولة، هذه التدوينة بالنسبة لي أفضل من كثير من الأعمال التي ترشح هنا وهناك في قوائم الجوائز، والجوائز كما يقول ماركيز -عندما ذكر أن جميع من تأثر بهم، وجميع من يحبهم من الكتاب لم ينالوا نوبل-…