التدوينات

والتك*

* بقلم: فاطمة الفقيه جاءت إلى منزلي صبية صغيرة، ضعيفة البنية لا يبدو أنها قد تخطت عتبة البلوغ، وعندما سألتها عن عمرها أكدت لي صادقة أنها في الثانية والعشرين، فعرفت أنه الفقر قبيح الذكر وقبيح الأثر هو الذي منع جسدها من استدارت الصبا.سمارها بسمار البن، بابتسامة لا يمكن أن يمر بريقها على الرائي مرور الكرام، رقيقة الصوت تتحدث كالعصفور، تهمس…

اقرأ المزيدوالتك*

وقت الكتابة

صدرت آخر رواية لي عام ٢٠٢٠م ما قبل هذا التاريخ كان الوقت مسخرا للكتابة، فطوال تلك السنوات -ويعرف هذا بعض الأصدقاء- كنت بعد الدوام الذي أقضي فيه معظم ساعات اليوم أعود للبيت للنوم مبكرا، ثم الاستيقاظ فجرا من أجل الكتابة، أكتب لمدة ساعتين متصلة هذا وقت الكتابة، بعد ذلك أقضي يومي في أي شيء، أيام الكتابة لا أقرأ، الذهن يكون…

اقرأ المزيدوقت الكتابة

ما بين الفوضى والانكفاء*

*هذه المقالة بقلم: علياء العمري أحيانًا تباغتنا حالة نركن بها فجأة مع أنفسنا في صمت، ليست مجرد انسحاب أو هروب من العالم، بل هي اشتياق عميق، نوع من الحنين غير المعلن إلى حضن أولي، إلى حالة بدائية كانت فيها الحياة أبسط وأنقى وأكثر انسجامًا مع الكون من حولنا. قد نتخيل أنفسنا كخلية أم، كائن متكامل لا يعرف التشتت أو القلق،…

اقرأ المزيدما بين الفوضى والانكفاء*

رسّام الحي

ساحة “دو تيرتر” خلف كنيسة القلب الأقدس في باريس، هي معرض تشكيلي حي يتجمع فيه الكثير من الفنانين التشكيلين لعرض لوحاتهم فيه، وأيضا لرسم الزوار مقابل بعض المال. قابلت هناك بعض الرسامين العرب، يعرضون لوحاتهم البديعة، وهم ليسوا مجرد هواة، بل يتمتعون بأسلوب فني لا يخفى على أي شخص لديه بعض الخلفية عن الفن. الرسامون العرب هؤلاء ببساطة لم يجدوا…

اقرأ المزيدرسّام الحي

ذات ظهيرة من خريف عام ١٩٩٥م*

خرجت لأشتري نبيذا لوجبة الغداء، كان البرد جافا، وكانت الشمس طفيفة تمنح الوجه دفئا على غير المألوف في تلك المدينة وذلك الحي. في طريق عودتي، خطر لي والزجاجة في يدي أنني أحب أن أعيش على هذا النحو، أن يكون لي مكان هنا وأن ألتقي بأصدقائي كثيرا، وأتسوق، وأشتري قليلا من النبيذ بسعر مناسب من أجل الغداء. بعد شهر عدت إلى…

اقرأ المزيدذات ظهيرة من خريف عام ١٩٩٥م*

ما أفكر فيه اليوم

العودة للأرشيف هذا العام تكرست لدي قناعة بالاكتفاء بما جمعته في أرشيفي الخاص على مدى الأربعة عقود الماضية، كتبي، ومجلاتي، وأغنياتي، وأفلامي، واختياراتي القديمة. مؤخرا لا أستطيع أن أمنح كاتبا لا أعرفه فرصة للقراءة، لن أقرأ مقالا لكاتب لم يظهر إلا بعد الذكاء الاصطناعي، أو روائي ظهر لنا فجأة دون سابق إنذار، أو مخرج ظهر للتو وأخذ ينظّر في الفن،…

اقرأ المزيدما أفكر فيه اليوم

العيش في الفن

سبق وأن تحدثت في تدوينة سابقة بعنوان شيٌ في الكتابة عن شيء قريب من هذا، وها أنا أعود له بعد قراءة ثانية لممدوح عدوان، ما الذي يجعل هذا الإنسان يكتب بهذه العذوبة، ممدوح عدوان اللغة الصافية والسلسة، إنه الشعر الذي في دمه، ما الذي يجعله خلّاقا هكذا إنه السارد الذي يسكن أصابعه، لقد قرأ ممدوح عدوان كثيرا وكتب كثيرا، وأصدر…

اقرأ المزيدالعيش في الفن

رواية من فصل واحد!

خلال الأربعة عقود الماضية عشت حياة كئيبة، بدأت بطفولة بائسة، ثم مراهقة مرتبكة، يليها مرحلة عديمة اللون، كان أبي متسلطا جدا، حتى بعد أن تزوجت، لقد كان يتصل على زوجتي كل مساء ليتأكد من عودتي من العمل، وقد رفض رفضا قاطعا أن أستخرج جواز سفر حتى بعد أن تزوجت، هو الذي يجوب كل العالم مع أصدقائه! بطاقة الصراف الخاصة بي…

اقرأ المزيدرواية من فصل واحد!

العيش حنينا

طالما قرعت أسماعنا نحن الذين تجاوزنا العقد الرابع نصيحة عدم الاستجابة للحنين، حتى لا نقع في هوة العمر، لكني أجد ذلك أمرا مستحيلا جدا، نحن صدقا نقتات على الحنين، نحيا به، نسترجعه، تؤثر فينا صوره، نتأمله، نكتب عنه. أنا أقول لك، لا تقاوم الحنين، تماهى معه، لا مانع أن تعود وتسترجع الذكريات، تستجرها، لا تتردد في النظر في ألبوم الصور…

اقرأ المزيدالعيش حنينا