التدوينات

نقطة*

*بقلم: فاطمة الفقيه النقطة، تلك البقعة الصغيرة من الحبر التي تأتي في آخر السطر، وفوق الحرف، وبين الأرقام، هي بقعة صغيرة لا تتطلب من الجهد سوى ضغطة بسيطة من يد الكاتب، ولا تحتاج من المهارة أكثر من قدرة طفل على الإمساك بالقلم. لكن، بالرغم من تفاهتها، ففي كل موقع تحلّ فيه يمكنها أن تغيّر المعنى والقيمة والتاريخ. فقد تأخذك في…

اقرأ المزيدنقطة*

في صيف قديم زرت غزة*

في صيف قديم زرت غزة مع فريق رياضي من نادي مخيم الجلزون، كنت تلميذا صغيرا، لم أتذكر من غزة سوى عودة فريقنا مهزوما أمام فريق رياضي في غزة. في الباص وجمت وجوهنا، وبكى بعضنا، طلبنا من السائق أن يطفئ أغنية المذياع، كان السائق الغزاوي الأصل المقيم في الضفة يبتسم شامتا وهو يطفئ الأغنية. حدثت هزيمتنا في صيف قديم جدا ضبابي…

اقرأ المزيدفي صيف قديم زرت غزة*

“صحاك الشوق” والأسلوب المتأخر

يموت إدوارد سعيد فيصدر كتابه الأخير بعد ستة أشهر من وفاته، يموت سعيد بعد أطروحاته عن الشرق والغرب، والمقاومة، وجدل العلاقة بين المثقف والسلطة، ويترك صورا خلفه وهو يرمي الصهاينة بالحجارة، وهو يتحدث نحيلا في أيامه الأخيرة، حتى بعد وفاته يبعث لنا لحنه الفريد في كتابه الجميل “الأسلوب المتأخر”. الأسلوب المتأخر هو آخر هدايا العمر، يأتي مع الانكسارات، والجروح، والمثابرة الهائلة…

اقرأ المزيد“صحاك الشوق” والأسلوب المتأخر

عن أستاذي محمد بلخير أحدثكم

أسمرٌ، أنيق جدا، يسابق عطره الفريد قبل دخول الفصل، ويلمع فص العقيق في يده كلما لوح بها، وهو يدرس مادة علم النفس أو مادة علم الاجتماع، فيتحدث تارة عن فرويد، وتارة عن ابن خلدون، وماكس فيبر، وكارل ماركس. يحدثنا عن السفر والفن، والأدب، له السبق في تدوير الكتب بين الطلاب، والانصات لمشاكلهم الخاصة، ومشاركة طلابه آخر قصيدة كتبها. لا يتردد…

اقرأ المزيدعن أستاذي محمد بلخير أحدثكم

في البداية عليك أن

لازلت أرى أن الكوارث التي قام بها نابليون وهتلر تعود لسبب واحد يتقاطعان فيه وهو قصر القامة نعم بكل بساطة، ربما يقوم أحدهم بالكتابة المطولة عن دوافع هؤلاء لفكرة احتلال الكرة الأرضية، لكنه بالنسبة لي سيعود للسبب التافه الذي ذكرته، إنهما يريدان أن يقتلوا كل البشر حتى لا يشعروا بالقصر! كل شعور بالنقص ينكفئ عليه الإنسان وتترجمه تصرفاته، يؤدي إلى…

اقرأ المزيدفي البداية عليك أن

صنع الله وحامد القرشي

القارئ للتجربة السردية المصرية يدرك تماما أن الروائي صنع الله إبراهيم كان تجربة مختلفة، ومتجاوزة ،ومتخففة كثيرا من المدرسة المحفوظية، وستبقى روايته “اللجنة” و”وردة” من أقرب الأعمال إلى قلبي. يمتاز صنع الله غير كونه روائي بارع وصاحب تجربة مختلفة أنه متسق مع ذاته وكتابته ومواقفه، أفكاره، أسلوبه طريقته، مما يجعله مثقفا بارزا ليس على الصعيد المحلي بل على الصعيد العربي…

اقرأ المزيدصنع الله وحامد القرشي

أيام الضيوف

أول صورة أتذكرها في طفولتي صورة مجلسنا الصغير المليء بالضيوف.  في صغري كانت تمر أيام العُسر على بيتنا، شيء يشبه الجفاف، سكون كئيب، وغبار يرقد فوق الزوالي والمراكي، وتصبح الوجوه شاحبة، فأقترب من أمي وأسألها عن الحالة فتقول: فقدنا الضيف! أتذكر مرة بعد تقاعد أبي، توقف راتبه عن النزول بسبب إجراءات التقاعد، انهل علينا الضيوف بشكل هائل، وكان من محاسن…

اقرأ المزيدأيام الضيوف

والتك*

* بقلم: فاطمة الفقيه جاءت إلى منزلي صبية صغيرة، ضعيفة البنية لا يبدو أنها قد تخطت عتبة البلوغ، وعندما سألتها عن عمرها أكدت لي صادقة أنها في الثانية والعشرين، فعرفت أنه الفقر قبيح الذكر وقبيح الأثر هو الذي منع جسدها من استدارت الصبا.سمارها بسمار البن، بابتسامة لا يمكن أن يمر بريقها على الرائي مرور الكرام، رقيقة الصوت تتحدث كالعصفور، تهمس…

اقرأ المزيدوالتك*

وقت الكتابة

صدرت آخر رواية لي عام ٢٠٢٠م ما قبل هذا التاريخ كان الوقت مسخرا للكتابة، فطوال تلك السنوات -ويعرف هذا بعض الأصدقاء- كنت بعد الدوام الذي أقضي فيه معظم ساعات اليوم أعود للبيت للنوم مبكرا، ثم الاستيقاظ فجرا من أجل الكتابة، أكتب لمدة ساعتين متصلة هذا وقت الكتابة، بعد ذلك أقضي يومي في أي شيء، أيام الكتابة لا أقرأ، الذهن يكون…

اقرأ المزيدوقت الكتابة