أيام الضيوف

أول صورة أتذكرها في طفولتي صورة مجلسنا الصغير المليء بالضيوف. في صغري كانت تمر أيام العُسر على بيتنا، شيء يشبه الجفاف، سكون كئيب، وغبار يرقد فوق الزوالي والمراكي، وتصبح الوجوه شاحبة، فأقترب من أمي وأسألها عن الحالة فتقول: فقدنا الضيف!…

أول صورة أتذكرها في طفولتي صورة مجلسنا الصغير المليء بالضيوف. في صغري كانت تمر أيام العُسر على بيتنا، شيء يشبه الجفاف، سكون كئيب، وغبار يرقد فوق الزوالي والمراكي، وتصبح الوجوه شاحبة، فأقترب من أمي وأسألها عن الحالة فتقول: فقدنا الضيف!…

* بقلم: فاطمة الفقيه جاءت إلى منزلي صبية صغيرة، ضعيفة البنية لا يبدو أنها قد تخطت عتبة البلوغ، وعندما سألتها عن عمرها أكدت لي صادقة أنها في الثانية والعشرين، فعرفت أنه الفقر قبيح الذكر وقبيح الأثر هو الذي منع جسدها…

صدرت آخر رواية لي عام ٢٠٢٠م ما قبل هذا التاريخ كان الوقت مسخرا للكتابة، فطوال تلك السنوات -ويعرف هذا بعض الأصدقاء- كنت بعد الدوام الذي أقضي فيه معظم ساعات اليوم أعود للبيت للنوم مبكرا، ثم الاستيقاظ فجرا من أجل الكتابة،…

*هذه المقالة بقلم: علياء العمري أحيانًا تباغتنا حالة نركن بها فجأة مع أنفسنا في صمت، ليست مجرد انسحاب أو هروب من العالم، بل هي اشتياق عميق، نوع من الحنين غير المعلن إلى حضن أولي، إلى حالة بدائية كانت فيها الحياة…

ساحة “دو تيرتر” خلف كنيسة القلب الأقدس في باريس، هي معرض تشكيلي حي يتجمع فيه الكثير من الفنانين التشكيلين لعرض لوحاتهم فيه، وأيضا لرسم الزوار مقابل بعض المال. قابلت هناك بعض الرسامين العرب، يعرضون لوحاتهم البديعة، وهم ليسوا مجرد هواة،…

خرجت لأشتري نبيذا لوجبة الغداء، كان البرد جافا، وكانت الشمس طفيفة تمنح الوجه دفئا على غير المألوف في تلك المدينة وذلك الحي. في طريق عودتي، خطر لي والزجاجة في يدي أنني أحب أن أعيش على هذا النحو، أن يكون لي…

العودة للأرشيف هذا العام تكرست لدي قناعة بالاكتفاء بما جمعته في أرشيفي الخاص على مدى الأربعة عقود الماضية، كتبي، ومجلاتي، وأغنياتي، وأفلامي، واختياراتي القديمة. مؤخرا لا أستطيع أن أمنح كاتبا لا أعرفه فرصة للقراءة، لن أقرأ مقالا لكاتب لم يظهر…

سبق وأن تحدثت في تدوينة سابقة بعنوان شيٌ في الكتابة عن شيء قريب من هذا، وها أنا أعود له بعد قراءة ثانية لممدوح عدوان، ما الذي يجعل هذا الإنسان يكتب بهذه العذوبة، ممدوح عدوان اللغة الصافية والسلسة، إنه الشعر الذي…

خلال الأربعة عقود الماضية عشت حياة كئيبة، بدأت بطفولة بائسة، ثم مراهقة مرتبكة، يليها مرحلة عديمة اللون، كان أبي متسلطا جدا، حتى بعد أن تزوجت، لقد كان يتصل على زوجتي كل مساء ليتأكد من عودتي من العمل، وقد رفض رفضا…

طالما قرعت أسماعنا نحن الذين تجاوزنا العقد الرابع نصيحة عدم الاستجابة للحنين، حتى لا نقع في هوة العمر، لكني أجد ذلك أمرا مستحيلا جدا، نحن صدقا نقتات على الحنين، نحيا به، نسترجعه، تؤثر فينا صوره، نتأمله، نكتب عنه. أنا أقول…