قليلة هي الكتب التي نعود إليها بعد كل حين، تلك التي نخصص لها رفا لتكون بالقرب منا، من هذه الكتب “النحت في الزمن” لأندريه تاركوفسكي، حيث يمتزج الفن بالفلسفة، والصورة بالضمير، واللغة بالإيمان، والشعر بالضوء الذي ينبعث من الشاشة، تاركوفسكي الفيلسوف الذي اختار السينما قالبا للتعبير، يكتب العمق ببساطة الفنان، ويدخل في صميم الوعي ليخبرك عن كيف يؤثر الشعور والضمير في الفن، كتاب بديع ونادر، ثري عن الفن والحياة والإيمان، ومعنى الوجود.
يقول تاركوفسكي: “إلهام الفنان ينشأ في مكان ما في التجويفات الأعمق من ذاته، لا يمكن للإلهام أن تمليه اعتبارات المهنة الخارجية، إنه متصل على نحو محتوم بروح الفنان، وضميره وهو ينبثق من شمولية نظرته تجاه العالم، وإذا لم يكن كذلك فسوف يكون محكوما من البداية بأن يصير خاويا وعقيما فنيا. من الممكن جدا أن تكون مخرجا محترفا، أو كاتبا محترفا، دون أن تكون فنانا؛ مجرد شخص منفذ لأفكار الآخرين”
تدوينة عميقة تتخللها البلاغة والإبداع سلمت يداك