نشأ أبي يتيما، وتزوجت أمه من رجل آخر، ثم عاش أبي في كنف الله، يجابه الجوع، والفاقة، يقول جدي شهوان عن أبي: كان رضيعا، وكانت تأتي شاة من الجبل كي ترضعه.
وقد عاش أبي يملك عددا من البلاد، لكن لا يجد ما يقتات عليه، يلفه إزار قذر، ويبحث في الشعاب عن المغارات والظلال، حتى شب، وتزوج، تذكر جدتي حمامة: أن أبي رزق بثلاثة أبناء مات الأول بعد الختان، والثاني غفت أمه وهي ترضعه، فمالت عليه، فمات، ثم ماتت زوجته بعد أن أنجبت له محمد الثالث والذي مات ملدوغا وهو في السابعة!
لم يبع أبي البلاد رغم كل هذا التعب، عارك الحياة وعركته، ثم نزل جدة، وللنزول حكاية!
كان ابن عمة أبي في جدة، وكان له زوجه اسمها مطرة، هذه المرأة سمعت بالشقاء الذي مر به أبي، فأمرت بإحضاره من الديرة لجدة، وصل أبي بيت ابن عمته، أشعث أغبر، عاري الصدر، يلف وسطه بفليجة قذرة، هذه صورة انعكاس أبي في عين مطرة الدامعة!
سلم أبي على عمته العجوز، ثم حضر ابن عمته الذي لم يعرفه.. لن أتحدث عن التفاصيل، فالحديث عن الشيم صعب، مثله مثل الحديث عن الكبار..
دخل أبي العسكرية، كان دورية راجلة، وفي بعض الأحيان يحرس القصور، وفي ليلة غلبته عينه في إحدى المناوبات، وكان متكئا على حربة البندقية، فاخترقت الحربة منكبة، وكانت ندبة واضحة، وكان جسد أبي يحتفي بالندب، لكل ندبة قصة.
تزوج أبي من أمي وسكن بجوار مطرة وسعيد، وأنجب ثمانية أبناء، لم ينقل لنا أبي شيئا من بوسه، وشقائه، ولم يسرد علينا صفحات من سنواته مع الجوع والفاقة والموت، الذي لازم أبي من ذلك الشقاء ووقفنا عليه هو خوفه الدائم من فقد الابن مجددا.
كان أبي لا يشتم، ولا ينتقص، ولا يضعنا في مقارنة مع أحد، ولا يحرمنا من شيء يستطيع أن يوفره لنا، وكان يأكل من طرف الصحن، خوفا من أن تمتد يده لشيء اشتهيناه.
عشنا نشبهه، ويشبهنا، حياة بسيطة ومتواضعة، دون جروح أو خدوش، لا تكبر، ولا سخط، ولا شعور بالنقص ندثره بالتباهي، لقد ترك لنا أبي البيوت، والبلاد والكتب والسلاح، لكن أعظم ما منحه أبي لنا هو تلك الطفولة الجميلة، التي ساعدتنا أن نعيش في سلام، وحب، وامتنان دائم.
رحمه الله..
كان اعظم واحن اب لم ارى مثله لاقبل ولا بعد فقده كسر ظهري ولكن نسأل الله العظيم ان يجمعنا به في جنات النعيم 💔
آمين..
جبر المولى كسرك يا أم أنس الغالية.
رحمة الله على المعلّم الأب، ورحمة الله على والدي وعلى ذلك الجيل، كانوا كباراً في طفولتهم ومسيرتهم ومواقفهم ودروسهم.
نص عظيم
آمين.. آمين..
لا شك جيل عظيم. جمعنا الله بهم في دار كرامته.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته. جدي لوالدي له قصة مشابهة. عارك الحياة وعاش اليتم والفقر وفقدان الأبناء. مع كل هذا كان أشد الناس نبلا وكرما والأهم من هذا كله كان أحلم وأصبر من عرفت. أسأل أن يرحم والدك وأن يجمعك به في جنات النعيم
آمين..
رحم الله ذلك الجيل.
سلاما لروحه .. وجنة عرضها السموات والأرض
آمين..
تدوينة جبارة فيها من العبر الكثيرة لصبر الاباء العظماء وممتنين لطفولة الجميلة التي تركوها خلفهم اللهم ارحمهم وأسكنهم فسيح جناته 🤍
آمين، سلمت.
الآباء عظماء..
رحمه الله..
آمين..
لكل الاباء قصه جميله الله يرحم من مات ويحفض من هو باقي علي قيد الحياة قصه جميله تخلد في الذكريات
الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جناته
آمين، سلمت.
هذه قطعة من سيرة ذاتية راغب في قراءتها .. رحم الله والدك
أهلا عزيزي
مجرد نص.
آمين سلمت.