لقد شاب شعرك، وأصابك الوهن، وتعاني من الضغط والسكر، وهناك بوادر أمراض خطيرة لها علاقة بقلبك، تعيش على الأدوية، ضعف بصرك، وفقدت بعض أسنانك، وتشعر بالتعب، وقلة الحيلة.
تتذكر عندما كنت في شبابك، وعنفوانك، ونشاطك، كنت في زاوية أخرى في مكان ضيق من العالم، وكنت تعرف أنك في مأزق كبير، لكنك لم تفعلها وتنطلق، لقد كان الأمل يردع انطلاقك، ويوشوش في أذنك، أن الأمور سوف تتحسن، وأن القادم سيكون أجمل، ويشيد في ذهنك عوالم الخوف، والوهم من تبعات الخطوة الأولى، ويرسم لك طريقا وهميا، ثم يصور لك الأمل سرابا تطارده، وتلهث خلفه بكل قوة، ونشاط، وكلك رغبة في القبض عليه، وفي كل مرة يحقنك بشعور عدم الإحساس بالزمن، حتى إذا توقفت تعبا، ومنهكا، وفارغا من كل شيء، استحال العالم إلى مرآة شاسعة تعكس حقيقتك، لقد شاب شعرك، وأصابك الوهن، وتعاني من الضغط والسكر، وهناك بوادر أمراض خطيرة لها علاقة بقلبك..
لكن توقف!
إن كان ولا بد من هذا، فلا تفوّت على نفسك الاحتفال بيوم النصر الأكبر، اليوم الذي تضرب فيه ركبتك اليمنى بحماس مثل جدك وتردد: لقد فعلتها يا الله!
لا تفوت هذه اللحظة حتى لو كانت تسبق لحظة احتضارك بيوم!