“الكتابة؛ هي الملاذ من الضياع” كما يقول نجيب محفوظ، لذا هنا تدويناتي، ويومياتي، وتفاصيل أخرى حول الفن والكتابة، والحياة.

شال أحمد زين
الشتاء يذكرني بأمرين؛ الأول “مطرة” التي كانت تقدم لأطفال النزلة الحليب بالزنجبيل في أيام الشتاء، الصغار الذين يرتجفون في الشارع المقابل لمنزلها، يشاهدونها عبر الباب المفتوح وهي أمام القِدر، الوجه الأبيض الذي يشبه الحليب والسكينة، تحرك الحليب، تجعل بخاره يتصاعد في وجهها ويتخلل شعرها الذي تزينه بعض الشعيرات البيضاء الموزعة بجمال، تنظر إلينا ونحن نرتجف في الخارج بوجوهنا التي نشفها البرد، فتبتسم لنا خلف البخار فتهز رأسها لنا أن تعالوا، فنعبر الباب نحو جنة الدفء.

راديو
أثناء حرب الخليج الثانية ازدهرت تجارة الراديو، بل إن بعض من كانوا يخفون الراديوهات كنوع من الأنتيكا والتراث، أخرجوا أجهزتهم من الخزائن والصناديق العتيقة، وأصبحوا يتباهون بها. قريب لنا مكث عندنا في البيت أكثر من أسبوع مع أسرته لأننا كنا حزانى بسبب مصيبة احتلال الكويت، كان هذا الرجل مستاء من راديو أبي لإمكانياته المتواضعة، وكان يمدح الراديو الروسي العظيم الذي…

إيمان القناص ووحدته
رجل يحمل بندقية تبدو «تشيكية» الصنع، يظهر ذلك من «خشيبتها» وخيمة «حبتها» التي فوق فوّهتها، كانت هذه صورة غلاف رواية «القنّاص» لزهران القاسمي، والتي صدرت عام ٢٠١٤م.أنوار اللغة تشرق على المكان في مشهد شمولي بديع، يمنح الجبال والسفوح، والشعاب بهاء الحكاية، ترصد تحركات الوعل الرابض فوق قمة الجبل البعيد، والذي ويحك بقرنه ظهره، هكذا كان مطلع الرواية الذي كتب بلغة…

عن العام الماضي
كانت سنة عظيمة أخرى، فيها تفاصيل وأحداث. صداقات أكثر عمقا وجمالا، وقرب أكثر من عائلتي، من أقاربي الشباب تحديدا، لقد أصبحنا أكثر قربا وشفافية، ونحاول أن نصبح أكثر صدقا، وأقل عقدا، وقد حدث. ثم هناك مشكلة لها أكثر من سنتين، وكان حلها بيدي، لكن الانكفاء على المشاعر، والاستغراق في الذات جعلها تستمر وتتضخم، قبل أن يجتمع الأطراف قررت أن أدع…