“الكتابة؛ هي الملاذ من الضياع” كما يقول نجيب محفوظ، لذا هنا تدويناتي، ويومياتي، وتفاصيل أخرى حول الفن والكتابة، والحياة.
لمن أكتب؟
إذا اتفقنا أن الأدب لا يكون إلا بنص ومتلق، فمن هو المتلقي الذي تقصده، أو بشكل أدق من هو القارئ الذي يهمني في الدرجة الأولى، بالنسبة لي بعد أكثر من عقدين من الكتابة والنشر وجدت نفسي أن أهم القراء لنصي هم “عيال الحارة”! لأن “عيال” الحارة هم الأشد حرصا على قراءة ما أكتبه، وبالتالي أي انطباع يصلني منهم هو الأهم،…
في حانة الطائر الأسود
قابلتها صباح اليوم الأول لي في المدينة العتيقة، كانت منكبة على الكتاب الذي يبدو أنها قامت بتحريره قبل شهور، قرأت الفصل الأول من الرواية التي قد نشرت قبل أيام، ويظهر من ملامحها أنها راضية عن عملها، أغلقت الكتاب، ثم دفنت سيجارتها في المنفضة، وانتهت من فنجان قهوتها، ثم حملت حقيبتها وذهبت، وجزء من مسوّدة العمل الذي تعمل عليه ظاهرا من…
بيت آخر..
بيت آخر.. أتذكر بيتنا الأول الذي كان يتكون من حجرتين صغيرتين، كنت في الثالثة حينها، وأحاول أن أرى العالم بعيدا عن الحجرتين والطبطاب الاسمنتي الممتد، كان للبيت باب شمالي وآخر جنوبي، من خلال الباب الشمالي كنت أسترق النظر فأجد التراب الذي يدفعني للتذوقه والتقلب عليه، وكنت أرى في الأفق أحد الأطفال يطيّر طائرة ورقية، كنت أختلس النظر أحيانا بينما أمي…
شال أحمد زين
راديو
أثناء حرب الخليج الثانية ازدهرت تجارة الراديو، بل إن بعض من كانوا يخفون الراديوهات كنوع من الأنتيكا والتراث، أخرجوا أجهزتهم من الخزائن والصناديق العتيقة، وأصبحوا يتباهون بها. قريب لنا مكث عندنا في البيت أكثر من أسبوع مع أسرته لأننا كنا حزانى بسبب مصيبة احتلال الكويت، كان هذا الرجل مستاء من راديو أبي لإمكانياته المتواضعة، وكان يمدح الراديو الروسي العظيم الذي…
إيمان القناص ووحدته
رجل يحمل بندقية تبدو «تشيكية» الصنع، يظهر ذلك من «خشيبتها» وخيمة «حبتها» التي فوق فوّهتها، كانت هذه صورة غلاف رواية «القنّاص» لزهران القاسمي، والتي صدرت عام ٢٠١٤م.أنوار اللغة تشرق على المكان في مشهد شمولي بديع، يمنح الجبال والسفوح، والشعاب بهاء الحكاية، ترصد تحركات الوعل الرابض فوق قمة الجبل البعيد، والذي ويحك بقرنه ظهره، هكذا كان مطلع الرواية الذي كتب بلغة…
عن العام الماضي
كانت سنة عظيمة أخرى، فيها تفاصيل وأحداث. صداقات أكثر عمقا وجمالا، وقرب أكثر من عائلتي، من أقاربي الشباب تحديدا، لقد أصبحنا أكثر قربا وشفافية، ونحاول أن نصبح أكثر صدقا، وأقل عقدا، وقد حدث. ثم هناك مشكلة لها أكثر من سنتين، وكان حلها بيدي، لكن الانكفاء على المشاعر، والاستغراق في الذات جعلها تستمر وتتضخم، قبل أن يجتمع الأطراف قررت أن أدع…