“الكتابة؛ هي الملاذ من الضياع” كما يقول نجيب محفوظ، لذا هنا تدويناتي، ويومياتي، وتفاصيل أخرى حول الفن والكتابة، والحياة.
أول فيلم شفته!
قبل قليل كنت أقلّب الإنستغرام فظهرت لي منال العويبيل عبر حساب القناة الثقافية، تسأل عن أول فيلم شفته. ايش أول فيلم شفته؟ وبما أن السؤال بالعامية، بتكون الإجابة بالعامية برضه. المشكلة أن توقيت هذا السؤال كان غلط خاصة بعد ما يتغدى الواحد سليق، لكن لنعتبر أن وظيفة الكتابة الآن هي التهضيم. أول فيلم شفته كان “سكارفيس” لآل بتشينو، شفته أظن…
لا تُلح
في معرض جدة للكتاب لن أحرص على شراء الكتب الجديدة، سوف أقوم بشراء نسخ أخرى لتلك الكتب التي سرقت مني وأعرف من سرقها، أو تلك التي أعرتها ولم تعد، لعدم اهتمام من أعرتهم، أو لأن هناك من يحاول أن يخرج أسوأ ما فيك وأنت تتغافل عنه! لن أخوض في مسألة حماقة من أعار الكتب، وحماقة من يردها، وغير تلك الأمور…
لا تحاول
عندما سمع بوب ديلان صوت وودي قوثري لأول مرة سقط في هوة سحيقة، هناك “مرساة ثقيلة هوت في مياه الشاطئ” أصبح ديلان ينظر لكل محاولاته على أنها مجرد أشياء صغيرة عديمة الجدوى، لقد أربك مساره، ليذهب بعد ذلك إلى حانة، ويجد أحدهم يغني بشكل فاتن، دون أن يبذل طاقة كبيرة، وهناك انسجام كبير بين عزفه وأدائه، الأمر لم يكن بحاجة…
سر الكتابة
صدرت روايته الثانية قبل أشهر، بعد توقف دام أكثر من عقد منذ صدور روايته الأولى، قرأت الصفحات الأولى، بدت الجمل مرتبكة، مقتضبة، لا تتواءم مع حدث الرواية الجلل! كلما حاولت أن “أمرق” أشعر بأن الرواية تدفعني للخروج من عوالمها، وهذا ما حدث، في النهاية لم أستطع الإكمال، وتركتها قبل الشروع في الفصل الثاني. هل الأمر له علاقة بالانقطاع وأثره على…
أكتمل بالأصدقاء
الصداقة من الأشياء النادرة والعظيمة في الحياة التي ينبغي أن نقاوم من أجل أن تبقى، صحيح أن الجميع يعاني في العصر الحالي من أزمة في الصداقة، لكن الحقيقة أن هذه العلاقة رغم ندرتها إلا أنها حاضرة، وهناك أصدقاء ترتقي صداقتهم فوق المادة، والاعتبارات البشرية الأخرى، العظيم في الصداقة أنها تتنافى مع الفردانية التي تكرسها الثقافية المادية، الإنسان العربي أصيل، وقد…
وداعا سكارميتا
أتذكر قبل عشر سنوات كنت منقطعا عن القراءة والكتابة بسبب مرض أبي، ومرافقتي له، في تلك الأيام تواصل معي الصديق شوقي العنيزي، من أجل كتابة تقديم لرواية سكارميتا “عرس الشاعر” كنت أظنه يمزح في البداية -ومن أنا حتى أقدم قامة كبيرة مثل سكارميتا- لكن شوقي وبدهائه أخبرني أنني لا أقدمه، بل أقدم الرواية للقارئ العربي! كنت وقتها في ممر الطوارئ…
الموت بين الأصدقاء
عزيزي ياسر.. قبل قليل “دفنّاك” بجوار والدتك، حتى هذه اللحظة “غير مصدق لرحيلك” هذه الجملة التي يقولها كل من كان حديث عهد بشخص قد مات، فأمس بعثت لي كلمة “رائع” بعد قراءة التدوينة الأخيرة، لم يمض على الكلمة سوى ساعات يا ياسر، وصلتني رسالة في الصباح الباكر أن صاحبك ياسر مات، ذهبت للواتس، وبعثت لك “ياسر صباح الخير” لعلك ترد،…
شبع الكتابة
بداية الألفية كانت لدي رغبة في مجرد فعل الكتابة، لا يهم الموضوع، لا تهم اللغة، طالما أن “منتجا” سوف يرى النور قريبا! بعد صدور أربعة أعمال لي بدأت أستوعب أن الأمر ليس بهذه الطريقة، خاصة عندما وجدت أن العمل الرابع مجرد عوالم صاخبة، وصوت مرتفع، واحتجاج في غير محله، وأسلوب مراهق في الكتابة، ولغة تشبه الشتيمة! بعد عشر سنوات شرعت…
ثنائية السرد الحميم
العظيم في فن الرواية أنه فن متجدد، يستوعب كافة العناصر، ويتخفف منها، يعتنق التقليدية، ويتبنى التجريب، كما أن مفهوم الرواية يتهدم، ويتشيد بحسب الوعي، إنه يتخلى عن كل شيء حتى تصبح الرواية مجرد لغة في غابة مظلمة تتطاير فيها الكلمات كالفراشات كما فعل حسن مطلك في رواية “دابدا” أو ربما تصبح فضاء من اللاوعي أحيانا مثل ما أحدثه خوان رولفو…
العودة متأخرا إلى منزل العائلة
بعد تخرجي من الثانوية، حدث وأن خرجت من المنزل، بعد نقاش حاد مع أبي حول القرارات وحق الخيار، وكان هذا أول خروج لي من منزل العائلة. سكنت في حي الجامعة الشعبي في منزل صغير جدا، لم يكن في المنزل سوى فراش في الزاوية، وتليفون يتصل بخط أرضي، أرفع السماعة آخر الليل فأسمع وشوشات الناس، بسبب الخطوط المتداخلة، أنصت لحكايات سكان الحارة،…