في البداية عليك أن

لازلت أرى أن الكوارث التي قام بها نابليون وهتلر تعود لسبب واحد يتقاطعان فيه وهو قصر القامة نعم بكل بساطة، ربما يقوم أحدهم بالكتابة المطولة عن دوافع هؤلاء لفكرة احتلال الكرة الأرضية، لكنه بالنسبة لي سيعود للسبب التافه الذي ذكرته، إنهما يريدان أن يقتلوا كل البشر حتى لا يشعروا بالقصر!

كل شعور بالنقص ينكفئ عليه الإنسان وتترجمه تصرفاته، يؤدي إلى بؤس على المستوى الشخصي، وعلى المحيط أيضا.

 لقد هجا الحطيئة الخلق بسبب قبحه، وتغنى عنترة بفروسيته بسبب لونه. وفي العصر الحديث مات أناس كثر بسبب عمليات التكميم، وانتحر عدد من البشر بسبب التنمر.

شعور الإنسان بالنقص هو مصدر قلقه في الحياة قديما وحديثا، تأمل حولك، هناك الفقير الذي يحاول أن يضاهي الغني، والغني الذي يريد أن يكون متواضعا، والكاتب الذي يكتب عن المال، والآخر الذي يكتب عن الأخلاق كما في نكتة شو المشهورة، هناك قلق من النقص يلمسه الإنسان في المجالس والطرقات، والشاشات، وفي السطور، وردود الفعل المبالغ فيها!

نحن ندندن حول الكمال والنقص دائما، والنقص جزء من تركيبتنا البشرية لن ننفك عنه أبدا، لكن وفي ظني أن على الإنسان قبل أن يصل إلى حل هذه المعضلة، عليه أولا أن يوقف هذا القلق.

في كتاب “الفلسفة في الحاضر” تحدث المفكر الفرنسي آلان باديو عن عمق الفلسفة أو روحها ثم ذكر أسبابا ثلاثة للطمأنينة التي هي هاجس الإنسان الدائم، ثم ذكر أول هذه الأسباب فقال: “في البداية عليك أن تتقبل ما حدث!”

شارك
طاهر الزهراني
طاهر الزهراني

طاهر الزهراني، كاتب وروائي.

المقالات: 98

تعليق واحد

  1. قد يظهر الأمر وكأنه غير صحيح للوهلة الأولى، لكن أظن أن الأمر صحيح، هل تذكر مثلا أن الحرب العالمية الأولى اشتعلت بسبب شخص قصير القامة تم رفضه في الالتحاق بجيش بلاده، فقتل أمير بلد خصم دولته ليظهر للناس أنه ليس تافها، فإشتعلت الحرب.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *