صنع الله وحامد القرشي

القارئ للتجربة السردية المصرية يدرك تماما أن الروائي صنع الله إبراهيم كان تجربة مختلفة، ومتجاوزة ،ومتخففة كثيرا من المدرسة المحفوظية، وستبقى روايته “اللجنة” و”وردة” من أقرب الأعمال إلى قلبي.

يمتاز صنع الله غير كونه روائي بارع وصاحب تجربة مختلفة أنه متسق مع ذاته وكتابته ومواقفه، أفكاره، أسلوبه طريقته، مما يجعله مثقفا بارزا ليس على الصعيد المحلي بل على الصعيد العربي والعالمي، ولا زلت أرى أن صنع الله هو الروائي العربي الأبرز التي تستحق أعماله أن تحظى بترجمات عالمية متعددة.

لقد عاش صنع الله كل حياته وقضية فلسطين هي القضية الأهم والأعظم في حياته، ورحل وهي في ذات المكان، ليعطي درسا للجميع بثبات الموقف ودور المثقف تجاه قضاياه.

حامد القرشي

عرفت حامد قبل ١٥ عاما، وذلك عندما أنشأ مقهى هافانا في مكة، وكان ذلك عندما ألغى القائمون على نادي مكة الأدبي أمسية لي ولصلاح القرشي دون أن يشعرونا بذلك.

قام حامد بإقامة الأمسية في المقهى وبثت الأمسية مباشرة على الهواء، وحضر الأصدقاء من جدة ومكة والطائف، وأقيمت الأمسية، وتم تكريمنا بعدها، ثم وزع حامد السيجار الكوبي علينا بعد الأمسية.

التقينا بعد ذلك في جلسات هنا وهناك في مكة وجدة والرياض، ثم أغلق مقهى هافانا الذي كان تجربة ثقافية فريدة، استضاف كثيرا من الشعراء من العالم العربي، وأقيمت فيه الكثير من الفعاليات والأمسيات الثقافية.

ثم التقيت بحامد بعد عشر سنوات أثناء عرض فيلم خالد الشيخ في مهرجان البحر الأحمر، وكان حامد الذي لم يتغير تحدثنا كثيرا وقوفا، ولم أتوقع أنا ذلك اللقاء سيكون الأخير.

رحم الله حامد، وألف رحمه ونور على صنع الله 

شارك
طاهر الزهراني
طاهر الزهراني

طاهر الزهراني، كاتب وروائي.

المقالات: 98

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *