شلة الذوق الواحد

في الحارة كان من الحرام -الحرام العرفي طبعا- أن تنشأ شلة تنفرد بنفسها عن عيال الحارة، العيال في العزبة وفي الدكة وفي الطلعة وفي الملعب كلهم سواء، وفي حال الغلط أو ارتكاب خطأ ما، نفزع للكبار ويعالجون الأمر أو يفسدونه!

في الحارة هذه الشلة نقول عنهم “الحبيبة” مجموعة صغيرة تذهب معا وتأتي معا، وتأكل معا، وتراعي مشاعر بعضها، في الغالب لا تستمر بسبب قوة النسيج الاجتماعي في الحارة.

في الوسط الثقافي تجد هذه الفئة، تختلف مع شلة الحارة في الوعي وتشترك في الهوى!

إذا لم يعجب أحدهم فلان، أو لديه تحفظ ما حوله، أو لديه موقف من تجربته فإن الجميع يتخذ ذات الموقف، رغم الوعي إلا أن الجانب العاطفي غلاب لدى الشلة.

يتبنون بعض الأفكار معا، ويهدون بعض الأفكار معا، ويروجون لبعضهم، ويبالغون في المدح والثناء، ويدفعون بعض الناس للترويج لبعضهم، فهم يريدون المحافظة على تماسك الشلة لأن لديهم شعور أنهم الشلة الناجية.

المشكلة الكبرى عندما تتحول الشلة إلى سلطة، سلطة غاشمة يستبيح أحدهم الاختلاس، والسطو على أعمال الغير، لأنه فقط يشعر بوجود حصانة ما.

هل نستطيع أن نجمع بين الشلة والاستقلال، نعم طالما سيكون هناك اختلاف، فالاختلاف هنا هو المعيار الصحي لحضورك في شلة ما شرط أن تبقى مستقلا ولا تدفعك الشلة لفعل الرديء من الأفعال، كالتكالب على أحد، أو ممارسة الظلم، أو مصادرة الحق، أو التشويه، أو قول ما لا تؤمن به.

وبس والله.

شارك
طاهر الزهراني
طاهر الزهراني

طاهر الزهراني، كاتب وروائي.

المقالات: 129