شعورك الأعظم

عندما خلق الله آدم عليه السلام وعلّمه، غرس فيه الحرية، حرية الاختيار، رغم أنه سبحانه كان بإمكانه أن يجعله مسيرا، منحه تلك الميزة ثم أخبره بأن كل خيار له تبعات، فيختار آدم فننزل على الأرض فيكون البلاء في الاختيار، أن تكون كريما فتدفع أجود الخراف قربانا له، أو تكون بخيلا فتتقرب بقمح رديء، الخيار بأن تكون قاتلا، أو مسالما، الخيار أن تكون مؤمنا أو كافرا، الخيار أن تكون حرا أو عبدا، الخيار عندما تكون حرا أن تكون طاغية أو عادلا، أن تجعل الناس أحرارا، أو تستعبدهم.

وشرط الله الحرية لأشياء كثيرة ليس من أجل التفرقة، ولكن من أجل تكريس معنى الحرية لدى الإنسان.

عندما سئلت المغنية نينا سيمون عن الحرية قالت: “إنه شعور” هذا الشعور كفيل بأن يجعلك تعيش أو تموت، شعورك وأنت مسلوب الحرية يجعلك تعاني حتى وإن كانت كل الأمور على ما يرام.

كل خسارة أمام الحرية هي مكسب عظيم.

في العصر الحديث تحولت العبودية إلى أشكال أخرى لسلب حريتك، الآن تلفت حولك وتأكد فربما سُلبت منك منذ سنوات طويلة وأنت لم تشعر، عبر الوظيفة، الشريك، المال، الأسرة، القبيلة، السلطة، التقنية، قد تمارس كل هذه الأشياء اختراقا ما، واستبدادا خفيا في أوقات كثيرة، كن أنت في النهاية، وناضل أمام شعورك الأعظم.

وبعد أن يتمكن هذا الشرط تكون الحياة صالحة للعيش.

شارك
طاهر الزهراني
طاهر الزهراني

طاهر الزهراني، كاتب وروائي.

المقالات: 105