ايسكريم بالتمر

خذوا السالفة ذي لأن لها علاقة بحديث أمس، وبرضه حلوة تكون قبل معرض الكتاب، اللي بيكون في الرياض يوم الخميس القادم بإذن الله.

عام ٢٠٠٥م أو ٢٠٠٦م لا أتذكر أقيم معرض للكتاب في مركز جمجوم وقد شاركت دار رياض الريس في ذلك المعرض بعد انقطاع بسبب ما ينشره رياض نجيب الريس عن البلد، لكن يبدو أن رياض الريس استدرك وعالج الأمر كونه ورّاق يهمه في النهاية أن يبيع، دفعني حينها الدكتور أحمد قران مدير المعرض إلى إعطاء مسودة روايتي لمحمد الجعيد في جناح رياض الريس، رياض الريس الذي لا يطبع إلا لمحمود درويش والطيب صالح وغازي القصيبي، ترددت لكن قالت أجرب.

بالفعل سلّمته مسودة الرواية، ومضيت، بعد أسبوعين اتصل بي محمد الجعيد وأخبرني أن الدار وافقت على نشر الرواية!

نعم تذكرت، لم أنشر الرواية محليا لأن الرقابة لم تفسح العمل، لذا لجأت لناشر عربي، وتم نشر العمل أظن مارس ٢٠٠٧م في أوج ازدهار الرواية المحلية، وكتبت عنها الصحافة بحفاوة، وقد وجد العمل بعض الصدى لهذا كان الناس ينتظرونه في معرض الرياض.

تم ترشيحي من قبل نادي جدة الأدبي لزيارة معرض الرياض الدولي للكتاب عام ٢٠٠٨م وهذا سيتزامن مع حضور رواية جانجي لأول مرة في معرض الكتاب.

قبل أن أصعد الطائرة متجها للرياض، بلّغني الناشر أن الرقابة سحبت الرواية من الجناح!

ركبت الدرجة الأولى التي لم أتمتع بها بسبب الخبر، وكان بجواري المذيع الجميل بدر كريم رحمه الله، وتحدثنا طوال الرحلة عن الرقابة الذي عانى منها كثيرا!

ووصلت المعرض وذهبت مباشرة للأستاذ يوسف اليوسف مدير معرض الكتاب وقتها، وقلت له: أستاذ يوسف ليش منعت روايتي من المشاركة أبغى سبب واحد تعطيني الآن.

ابتسم وطلب مني الجلوس لشرب فنجال قهوة، وبالفعل جلسنا تقهوينا وأرسل شاب معي للجناح لعرض الرواية!

هكذا ببساطة.

تلك الأيام لا أعرف أحدا خارج جدة، التقيت شابا في المعرض سبق وأن تواصل معي عن طريق البريد بعد أن قرأ الرواية التقينا في المعرض ودعاني للعشاء.

في اليوم التالي اللجنة المنظمة طلبت منا النزول لأن لدينا زيارة للإمارة!

كان معنا الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة، والدكتور أبو بكر باقادر أظن وكان بجواري الروائي المصري الراحل جمال الغيطاني، تحدثنا عن الرواية المصرية وكتاب الرواية من الشباب الحلوين الجدد  في مصر، لم أتطرق للحديث عن مقالاته التي كان ينشرها عن السعودية في الصحف المصرية، والتي كانت لا تخلو من وهم وعدم إحاطة، وافتراء، وكان يحمل معه نسخة من كتابه المجالس المحفوظية.

دخلنا الإمارة لا أدري إلى أين سأذهب والله، وفجأة كان في استقبالنا أمير منطقة الرياض حينها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الملك الآن حفظه الله.

الدكتور عبدالعزيز السبيل يعرّف بالمثقفين وهم يصافحون الأمير، وعندما وصلت لم يعرفني الدكتور فعرّفت بنفسي، وجلسنا تقهوينا، وكان جمال الغيطاني قد أهدى نسخة من كتابه للأمير، الأمير سلمان أخذ يتحدث عن بعض المسائل التي تتعلق بالتاريخ السعودي، وأشياء عن التعاقد العظيم بين الإمامين، وأخذ الأمير يذكر السردية الصحيحة للأحداث ويفند بعض المغالطات التي يثيرها كتّاب الصحف حول التاريخ السعودي ودعوة الشيخ، كل هذا يقال بشكل عام، لكن من لديه إحاطة يعلم أن الأمير سلمان كان على الاطلاع بما يكتبه الغيطاني في الصحافة المصرية.

ثم ذكر لنا الأمير سلمان حكايته مع القراءة، وأخبرنا أن الملك عبدالعزيز رحمه الله عرضه وهو طفل على أكثر من طبيب من أجل مسائل تتعلق بالنطق، لكن لم يجد فائدة منهم، في النهاية ذكر له أحد الأطباء أن الحل والوحيد في القراءة!

لهذا السبب أصبحت قارئا، هكذا عقب الملك حفظه الله.

إذن القراءة يا عزيزي فعل ملكي!

 من الأشياء العجيبة في تلك الزيارة أنه كان معي سائق خاص، إي والله.

خرجت معه بعد الزيارة، قلت له: أبغاك تذوقني أحلى شي في الرياض غير الكتب.

قال: أبشر بسعدك.

توقفنا عند محل لبيع التمور، وفجأة أحضر لي كوز ايسكريم بالتمر السكري!

وقال: تفضل أحلى شي في الرياض بعد الكتب.

تحملوني صرت شيبة أسولف كثير 🙂

صباحكم سعيد

 الصورة: أثناء محاضرة بمعرض الكتاب الدولي في الرياض العام الماضي.

شارك
طاهر الزهراني
طاهر الزهراني

طاهر الزهراني، كاتب وروائي.

المقالات: 122