أرتجف

صدقا أنا أرتجف من البرد من الساعة السادسة فجرا وحتى الآن، رغم أن درجة الحرارة معقولة جدا، وقت كتابة هذه السطور، لكن يبدو أنه دخلني برد، وقد خرجت من مقر عملي لأن المشرف على إدارة المبنى يهمه المبنى أكثر من الناس، فقد رفض أي طلب له علاقة بإغلاق التكييف لأن الأجهزة والمبنى أهم من الناس من وجهة نظره!

لا أبالغ لو قلت أن يدي الآن ترتجف، وقد دخلت إلى المقهى المجاور لروضة الصغير، وقد طلبت من صاحب المقهى أن يغلق جهاز التكييف فأخبرني أنه سوف يعمل على تحميص القهوة وسوف ترفع درجة حرارة المكان، فأخبرته أن هذا أفضل، وبالفعل أغلق التكييف، شاب سعودي لطيف جدا، ولديه قهوة رائعة.

طلبت قهوة وكعك مافن بالتوت الأزرق، أنتظر الصغير الذي ذهب إلى الروضة ببدلة عسكرية، من أجل يوم المهنة الذي لا أدري في أي يوم، مع البرد لا أستطيع القراءة ولا حتى الكتابة، لكني أحاول الآن أن أخرج بشيء يقرأ، الناس تتحدث عن معرض الكتاب في جدة، أمس كان آخر أيام المعرض، ويبدو أن بعض دور النشر كانت مستاءة من عدم إقبال الناس على الشراء، وهذا صحيح، المعرض كان في منتصف الشهر، في الوقت الذي يحرص أغلب الناس على ضبط ميزانية، لهذا كان الإقبال واضحا في المعرض على قسم الكتاب المخفض!

لهذا أقول لن ينجح معرض كتاب جدة إلا في حالة واحدة وذلك بدعم الكتب، وإلغاء كل الرسوم والضرائب المتعلقة به، لابد أن يكون الكتاب استثناء من أجل إشاعة المعرفة، وإنجاح هذا الكرنفال الثقافي البديع، نريد لمعرض الكتاب في جدة أن يستمر لأنه المعرض الوحيد الناجح لوجستيا، موقع المعرض، مواقف السيارات، المداخل والمخارج، والخدمات، والمرافق، لا يوجد معرض يتفوق على معرض جدة من هذه النواحي، لذا من الضروري أن ينجح ويستمر.

ملاحظتي على المعرض، انحصار حضور الدور المهمة، هناك حضور للكتب التي لا تحمل قيمة، مخرجات الذكاء الاصطناعي، كتب المشاهير، الكتب الهجينة، كتب الجمع، الكتب التي تتكلم عن الكتب، الكتب التي تتكلم عن الكتابة، الكتب الملمعة التي لا تقول شيئا، هناك حضور للكتاب المترجم أكثر من أي شيء آخر في الحياة، لقد ترجمنا حتى الرديء من الكتب الأجنبية!

بدأت أشعر بالدفء الآن، سوف أذهب الآن لأخذ العسكري من روضته، وسوف أرفع هذا الكلام البارد للمدونة.

مساؤكم سعيد

شارك
طاهر الزهراني
طاهر الزهراني

طاهر الزهراني، كاتب وروائي.

المقالات: 129