مات المخرج ديفيد لنش قبل أسابيع، هذا الرجل شاهدت له فيلما قبل أكثر من عشرين سنة مشاهد هذا الفيلم لم ترحل عن الذاكرة، فهو يتحدث عن مسن يصله خبر أن شقيقه الذي قاطعه قبل عقود أصيب بجلطة، فقرر أن يذهب لزيارته بالحراثة المتهالكة التي يملكها، فيسافر وفي الطريق تحدث له حكايات وقصص تحدث أثناء السفر في العادة، تتعطل الحراثة، يتعرف على رفاق في الطريق، ويقف على حادث غريب وبالنسبة لي شاعري بعض الشيء، حيث تصدم امرأة غزالا في الطريق، فتبكي عليه بشدة، ثم تتركه، فيشويه العجوز ويأكله، ويحتفظ بقرونه!
بعد أيام يصل لأخيه حيث يسكن، ويخبره أنه قطع مئات الأميال من أجل أن يزوره على تلك الحراثة.
الفيلم عبارة عن قصيدة عظيمة، ومتعة بصرية فاتنة، ربما هو الفيلم الوحيد الذي شاهدته لديفيد لنش، لكنه يبقى من أجمل من أخرجته السينما الأمريكية على الإطلاق.
الفيلم مبني على قصة حقيقية طبعا، لكني لا أذكر سبب الخلاف بينهما، على كل حال الفيلم يبعث رسالة جميلة على أن القطيعة أمر في غاية السوء والبشاعة، والجميل أن يستدرك الإنسان هذا مبكرا، الذي أبهجني أن الإخوة استطاعوا أن يلتقوا قبل الموت ويشاهدوا النجوم.
أخوك شحمة قلبك، وركنك الشديد، الدم المشترك، والفزعة يوم لا تجد من يفزع معك، حافظ عليه، ولا تبعدك السخافات عنه.