عندما استيقظت من النوم أخذت أتأمل كثيرا في علم الحيوان، بعد أن شاهدت مقطعا لنمر الهمالايا الذي يعيش تحت درجة حرارة سالب ٣٥، قدرة عجيبة على التحمل، وانتظار الفريسة، والتماهي مع الطبيعة، والحديث عن البرد يدفعني للحديث عن الضفادع، فالعلماء حتى الآن يجهلون طرق التكاثر عند الحيوانات خاصة الضفادع، فالضفدعة تنادي الذكر للتزاوج لمدة أسبوع فيلبي النداء ذلك الكائن الطيب، وبما أن الأنثى أكبر منه بضعفين فبالتالي لا يستطيع أن يحيطها بذراعيه الجميلين، لهذا يفرز مادة لاصقة، فيمارس الجنس لشهور، وهذا أمر محزن للكائن البشري، آسف يا عزيزي أدرك تماما أنك تتمنى في لحظة ما أن تكون ضفدعا!
لنذهب للسماء، طائر القطرس هذه معلومة لأحبتنا الذين يتباهون بصعود الطائرات، هذا الطائر الفاتن يطير لمسافات تصل إلى ١٢ ألف كيلو متر دون توقف، إنه يقضي معظم حياته في السماء، هناك شيء آخر، القطرس يشرب من مياه المحيط، ولديه نظام تحلية مياه يخصه، إنه يخرج الملح من فتحات أنفه الصغير، العلماء حتى الآن لا يعرفون كيف يحدث ذلك.
وبما أننا نتحدث عن الطيور أتذكر أن أحدهم قال مرة لرجل في الديرة، من باب الشماتة، وربما التحذير: “الطيور على أشكالها تقع” فرد عليه الرجل الحكيم: “الطير يزقر أبوه ويفنش أمه” أيوه وصلنا، هذه لحظة الكشف العظيمة، أنت تختلف عن الحيوانات بمنحة عظيمة وهي العقل، الأشياء الأخرى قد تتفوق عليك فيها الحيوانات، وإذا غاب العقل تحل الطبائع الحيوانية في الغالب، وهنا قد يصبح الإنسان أخطر من الحيوان “إن هم كالأنعام، بل هم أضل” لذا أتت منحة العقل ليتميز عن باقي المخلوقات، بل جعل الله العقل شرطا لعبوديته.
الطريق يكشف الناس، منهم الغاضب، ومنهم المتباهي، ومنهم المتهور، ومنهم المعاند، وأنت تسير بسيارتك صباحا تذكر منحة الله العظيمة، وأعملها في الطريق وأنت ذاهب لعملك، لذا أقدر الناس التي تسير في أقصى اليمين أحيانا، ببساطة لأن هناك طبائع حيوانية مقيتة تظهر في الطرقات، غير ذلك من العقل أن تعتذر للإنسان الحديث الذي يعاني من ضغوطات الحياة والعمل، والديون، والضرائب، والعلاقات المسمومة، والإحباط، وإدمان رؤية الحيوانات قصيرة الأجل في الشاشات.
عن الأجل، هل تعلم أن بعض الحيتان تصل أعمارها إلى قرنين، لأن لديها جين صغيييير يحارب السرطان، ويقاوم الشيخوخة، وبما أني أحب مزايا الحيوانات وأقارنها باختراعات الإنسان المسكين، هل تعلم أن الحوت الذكر يرسل أغنية من المحيط الهادي إلى حوته في المحيط الهندي وترد عليه، وهناك رسائل قصيرة، وأخرى طويلة قد تمكث عقودا في أعماق المحيطات.
أيها الإنسان تمتع بحضور عقلك، فالحياة قصيرة.
جميل جدا
تسلمي