رحل أحمد ونحن ننتظر روايته الثانية التي وعدنا بها، كان انتظارنا لها كانتظار التراحيب للضيوف، وكانتظار الغطاريف للعروس، لكنهها لم تأت، لهذا رواية الحزام لم تكن سوى قصيدة وحيدة لصاحبها، والرواية الجيدة هي قصيدة جيدة دون شك.
لقد اكتفى أحمد أبو دهمان بحزامه ليشد أزر سرده،
لقد نجح أبو دهمان في اختراق الفرنسيين ببساطة لأنه كتب بلغتهم، لأنهم لا يقبلون ولا يعتدّون بأدب سوى الذي كتب بلغتهم، فدخل أحمد بحزامه مكللا بالرياحين، وحاضرا كجنوبي ألقى التراحيب وجلس في صدر المجلس.
لقد كان أبي يحب الحزام، ولقد وجدنا نسخة بعد وفاته في صندوق حجج البلاد، أحمد كان قريبا من الأرض والسنابل والمطر، أحمد الذي سقطت دمعته عندما قرأ ما كتبته عن: “التهامي الذي أحب الكتب”.
رحل أحمد وكان هناك احتفاء تمنيت لو كان حاضرا ليعيشه لأني الجنوبي يطربه المدح، لكنه رحل إلى رحاب أوسع وأجمل حيث السنابل والرياحين والمطر الذي يسقط للأعلى.
رحمه الله.
*الصورة: مجموعة من الكتب وجدناها بعد وفاة الوالد في صندوق حجج البلاد.
